الخميس، 24 نوفمبر 2011

الطـريق إلى المـطـار..!


الطريق إلى المطار مملؤٌ بالصمت.. فقط عيناي من تحكيـان..

لكن حتى حديثهما أُخـفي بنظارة شمسية..!

رغم الأطنان التي تثقل خافقي.. إلا أنه علي أن أسرع..

ها قد دخلت.. المطار يضج و الأرواح تسافر.. فقط

 وحده شوقي الذي يأبى إلا أن يستقر في موطنكـ و لا 

يترحل أبداً..!

علمتني المطارات أنها لا تنتظرني حتى و إن كنت

 مثقلة أو متعبة.. عليَ أن أسرع و أتحامل على نفسي 

وأمضي.. لأنه ببساطة ستتركني الطائرة و لن يسأل

 عني أحد.. هكـذا الحياة.!

لزاماً علي أن أصبر.. و أزفر الآآه من صدري و

 أمضي.. حتى و إن حبوت.. المهم أن لا أقف ولا

 أستسلم.. و أثق بأن غداً أجمل.. و حبكـَ بالحلال أروع.!

المهم.. لنعد إلى المطار و حكاية المقص.!

مررت على نقطة التفتيش الأولى.. الثانية بسلام.. و

 ما إن وصلت للثالثة حاملة معي حقيبتي اليدوية و 

حاسبي المحمول.. حتى صرخ الجهاز.!!!

أوقفتني الشرطة.. و أمروني بأن أفتح حقيبتي!!!

فتحتها رغم انحراجي الشديد.. فالموقف عام  و

 بداخلها أمور لا ينبغي أن يطلع عليها أي أحد..!

علامات التعجب ظلت فوق رأسي.. فما الذي أثار جهاز

 التفتيش في حقيبتي؟!

لا أظن أن بها نوعاً من الممنوعات مثلاً؟!

أخرج حضرة الشرطي "شيـلة" اضافية كنت أحملها

 معي.. و أخرج علبة نظارتي.!! ثم أعاد تمرير

 الحقيبة على الجهاز.. لكنه صرخ مرة آخرى!!

بخاطري/: أيها الجهاز الغبي من أشاع لكـ أني

 مواطنة مخالفة؟!

ماذا في حقيبتي لتصرخ و توقفني أمام الملأ؟!

فتحها مرة آخرى و قد بدت علامات الشكـ الجادة 

ترتسم في ملامحه المقطبة.!!!

عندها أخرج حقيبة صغيرة أحمل فيها الكمة التي

 أحيكها لسيدي.. و بها مستلزمات الحياكة من ابرٍ و 

خيوطٍ و مقص.!!

لنكتشف في النهاية أن الحكاية كلها هو

 "المــقص".!!!

تخيل سيدي.. حتى في المطارات يحبسني حبكـ.!

تخيل..

ضحكتُ بداخلي.. نسيتُ أني أمام الملأ.. لا بأس إن كان 

شيئاً يخصكـ سيدي فسأقف و أنتظر و أبتسم.. و لن

 اتذمر.!

خيرني أن يُأخذ المقص معهم و لا أراه مجدداً أو أن 

أنتظر أكثر و استقبله في المطار المقبل..

قررت أن أنتظـر و لا أفقده.. أبداً لن أتخلى عنه و

 لن أتركه وحيداً لأنه بدوني يتيم و أنا بدونه أشد 

يتما..!

افترقت و مقصي لمدة ساعة و 40 دقيقة ثم جيء به في 

المطار القادم بصندوق حديدي بداخل ظرف ظننت أني

 أعطيت بداخله انذارت و اخطارات.!

 أحبكـ يا مقصي.. و يا من لأجله انتظـر.!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق