أجدني الآن أجلس في نفس المكان الذي تسامرنا فيه طويلاً..
يومها رغم بُـعدِ المكان بيننا إلا أن قلوبنا كانت موصولة..!
ما زلت أذكر كلمتكـ " أحتاجك دائماً و كل يوم.. ما تنسيني"..
يا الله ما أحـر الدمعة التي هبطت لفقدكـ.!
الجو باردٌ جداً سيدي..
قدماي كالثلج و يداي غدت بنفسجيتان من لفيح برد الشتاء..
و أنتَ بعيدٌ جداً عني..
إلا أنكـ تسكن أعماقي حيث لا يشاركك بشر..
اشتقتُ إليكـ سيدَ قلبي.. اشتقت إليك بعمق الصمت الذي يسود بيننا.. و بقوة الصبر الذي نقاوم به أنفسنا..!
اشتقت إلى ضحكتكـَ كثيراً.. وأحتاج إلى دفئكـَ كالصغير حين يبحث عن الدفئ في حضن أمه..!
لا أعلمُ كيف تسيرُ أيامك بدوني.. و حتى أيامي لا أعلم عنها شيئاً.. سوى أنها ثقيلة جداً..و أني كل يومٍ أكتب إليكَ رسالة فأؤجل ارسالها..
و أن " كحل الظلام " و " سر حبي فيك غامض " الوحيدتان اللآتي صرتُ أعانقهن بلهفة.. اني أبحثُ عنكـَ فيهن.. عن قلبك الذي علمني معنى الحياة.. و عن حبكَ الذي دللني حتى أغرقني فصرتُ أترفع عن جميع الرجال..
سيدي.. علقتني فيكـَ حتى وجدتُ الهبوط من أضلاعكـَ صعبٌ لدرجة العجز..!
سيدي.. هذا البردُ قاسٍ جداً بدونك.. لا يرحمني.. أصابني بالزكـام.. و زارتني الحمى كثيراً حتى بكيت.. فما علمت نفسي هل اصبرها على قسوة غيابكـَ أم على قسوة الشتاء..!