السبت، 25 يناير 2014

الكل يبكيها ما هو ناسيها.!

أفتقدها جداً على سفرة الطعام..
و في زوايا البيت..
أفتقد جلوسها قبل آذان المغرب
خارجاً لتسمع صوت العصافير التي
تحط لدقائق قبل الآذان و تضج بالتغريد
و مع صوت الآذان تتوقف..
أفتقد تقبيل يديها
أفتقد مداعبتي لها..
أفتقد ضحكتها..
كل شيء يفتقدها.. دوائها.. عطورها..
فراشها.. مكينتها.. مطبخها.. مشطها..
ثيابها.!
أمي صرت بدونك وحيدة..
لقد صرت وحيدة أمي..
إلا من ربي..
لم اتخرج بعد أمي..
و لم أتوظف..
و لم ألبس الفستان الأبيض بعد..
/
\
استودعتك الله أمي..
استودعتك اياه فاطمئني..
و نامي في قبرك آمنة.!
فلا تضيع عند ربي الودائع.!


الخميس، 23 يناير 2014

و إنـي.. أخ ــاف.!

و إني أحبكَ..لكن..
أخاف التعلق فيك..
أخاف التورط فيك..
أخاف التوحد فيك.!
لهذا بعيداً بعيداً بقيت..
/
\
 

و ح ـــين.!


أمي..
و حين يموت الحديث..
و لا من شكاوي و لا من كلام.!
و حين أحن إليكِ..
و لا من لقاء و لا من سلام.!
أنام أنام طويلاً..
لأحلم فيكِ.. لأحضن صدرك..!
لأروي شرايني التي لا تنام.!
/
\
لـأجل يديك التي ربتني..
ولـأجل قلبك الذي علمني..
سـ/ أنهض أمي..
سـ/ أظل وفية..
و سـ/ أغدوا تلك التي دوماً
كنت ترينها مختلفة مميزة.!
أنا مختلفة لـأني صِناع
أناملك.!


الأربعاء، 22 يناير 2014

أريـد.!

أريد أن أعود حمامة القديمة.!
اشقت إلى روحي المتفائلة..
العنيدة على الأوجاع..
المرحة.. المجنونة أحياناً..
و الرزينة أحياناً أخرى.!
/
\
أود أن أرجع إلى دراستي..
إلى ضحكتي..
إلى بالي الطويل..
إلى ثقتي..
لقد فقدتني..
فقدت نفسي بعد رحيلك أمي..
فقدت نفسي والله..
و لا أعلم من أين أبدأ..
ليس سخطاً و لا تذمراً
من قدر الله..
لكني والله لا أعرف كيف
أعاود الضحك مثل السابق.!
و لا كيف آخذ أمور الحياة بعفوية
و بساطة.. 
ولا كيف أسير في الحياة وحدي.!
لا أحد يعوض مكانها..
لا تفرحني الهداياء و لا الرحلات
و لا النقود و لا تغيير الغرفة
ولا أثاثها.!!
فرحة ناقصة مؤقتة و تختفي.!
/
\
إلهي.. أغثني..
أغثني يا الله.!
و اربط على صدري..
اجعلني يا رب ممن صبروا..
بل و قدموا للحياة و هم في 
أقسى أوجاعهم.!
اجعلني يا رب ممن وثقوا بك..
و بـ/ حسن تدبيرك..
اجعلني ممن رسموا الفرح بقهر
الحزن..!
/
\
يا رب أكرم حبيبتي التي نزلت عندك..
آمنها يا رحمن من الفزع..
و اغفر لها بأكثر مما أفتقدها.. و بـأكثر
من حرقة قلبي.. و بأكثر من الفراغ الذي
تركته ورائها.. و بأكثر من الوحدة التي
خلفتها.. و بأكثر من أشواقي و حنيني
و حاجاتي.!و بأكثر مما تعبت علي يوم
ربتني.. و يوم سهرت علي و هزت مهدها
لأنام.. و بأكثر مما أشقتها طفولتي.. و أتعبتها
مراهقتي..! استودعتها عندك يا من لا تضيع
عنده الودائع و الأمانات..!
/
\

السبت، 18 يناير 2014

أتيتكِ يَ أمي.!

بالأمس زرت قبر أمي..
في الحقيقة وقعت في شعورٍ مهيب جداً..
فلم يسبق لي أن دخلت مقبرة من قبل.!
و بالأمس دخلتها لأزور قطعة من روحي ترقد هناك.!
أقسم أني لم أعرف كيف أتصرف.!! هل ألمس تراب القبر؟! هل أنكب عليه و أحتضنه و أبكي حتى لا يبقى في قلبي شيء من البكاء.!!
كنت خائفة.. خائفة جداً.. أو بالأصح كنت تائهة.. أحقاً أمي ترقد هنا؟! 
حبيبتي أمي..
كل ما فعلته هو أني طلبت من عمي الذي أوصلني ألا ينزل معي.. رغبت أن أنفرد بها وحدي.. 
جلست على صخرة أمام القبر.. و ضاعت مني الكلمات.. 
كان بودي أن أزيح ثِقلاً عظيما من صدري و أنفجر باكية.! لكن خشيت أن يظن ربي أني جازعة.. أردت أن أُري ربي من الصبر.. و خشيت أن تسمع أمي صوت نشيجي فتحزن.!
احترمت سكون المقبرة.. و هدؤ الأموات.. و صمت الأرواح الراقدة هناك.!
جلست مقابلة للقبر.. سلمت عليها.. أحسست أنها شعرت بوجودي.. لابد أن ربي أخبرها.. لأني تذكرت فرحتها حين عودتي من أي مكان و دخولي عليها.. كيف كانت تتهلل و تتنشط.! و لا أكذب أني بكيت.. بكيت بغصاتٍ..
لكني لم أرفع صوتي.. كتمت على فمي.! 
أخبرت أمي بكل ما أنا فيه من بعدها.! أوصيتُ ربي عليها..
أخبرتها بأني فهمت معنى الإشتياق الأبدي.. و معنى اليتم.! و أخبرتها أني 
بخير.. فالله دبر أمر حياتي منذ أن خرجت من رحمها.. و لن 
يغفل عن تدبير ما بقي من حياتي و ها قد فارقتني.. هو أرحم بي من كل أحد.!
كنت أحاول أن أفرحها بالدعوات.. أعلم أن البكاء لي.. و لها الدعاء.! لن ينفعها بكائي.. لكني أبكي فقدها.. أبكي حياة لم تكتمل بدونها.! أبكي حبها.. أبكي ضحكتها و نصحها و جديتها و حديثها و صمتها.!
في الحقيقة أردت أن أُطيل المكوث و أطيل.. لكن عمي قرر أن نرجع..
قمت من مكاني و أنا أشعر بارتياح و سكون نزل علي فجأة..
استودعتها ربي.. و مضيت بجسدي.. تاركة روحي معلقة هناك.!

 لم يعد لها من مؤنس سواك يا رب ..
فآنس وحشتها و ارحم غربتها.!

و رحلت أمي.!

و بعد الغياب الطويل..
أعود.. و لكن بجناح مقصوص..
و بنصف قلب.!
/
\
في الحقيقة لقد رحلت أمي
أمام عيني.. 
 نعم ماتت و ما عادت تأكل معي و لا تضحك معي
 و لم أعد أعطيها الدواء
و لا أمشط شعرها ولا أدلك يديها.. و لا حين أرجع من
الجامعة أبحث عنها في زوايا البيت فقط لأطمئن لوجودها..
لم تعد تؤنس وحدتي ولم أعد أوونس وحدتها..  نعم أريد أن
أكرر على نفسي كثيراً هذه الحقيقة لأستوعبها دون شك..
 دون خيال.. دون أن أظن أني في حلم و أتمنى الاستيقاظ منه.!
  أمي وارت الثرى في ليلة الأحد..
صبيحة الإثنين في 30 من ديسمبر
لعام 2013.! في مشهد ستظل
تفاصيله حيةً في ذاكرتي إلى
أن ألحقها..
/
\
حقاً لا أعرف ماذا أقول.!!!
لا أعرف..
/
\
كل ما أشعره الآن و لا يدركه أحد..
آني عدت طفلة أتعثر في المسير..
أخطوا خطوة و أسقط أربع.!
اتعثر كما كنت طفلة.. لكن الفرق..
أني في طفولتي كنت كلما سقطت..
ضحكت..و رفعتني أمي.!
و كلما كنت على وشك السقوط
تلقفتني أيدي أمي و سندتني..
/
\
إلهي  أشكوا إليك بثي و حزني و انكساري..
أشكوا إليك فراقاً لا يعلم بوجعه سواك..
أشكوا إليك أناساً يستعجلونني النهوض..
يودون مني أن أقوم بسرعة و أقف و أنسى
و أجري في خضم الحياة و كأن شيئاً لم يكن.!
أشكوا إليك يا ربي شفقة أناسٍ تحرجني و تحرجني..
أشكوا إليك وحدةً قدرتها علي..
أشكوا إليك صراعاً و احتياجاً لم ينتهي..
إلهي.. أخبرك أني اليوم بحاجة إلى الحب و الحنان
و الإحتواء أكثر من ذي قبل.!
ما زلتُ يا رب صغيرة أحتاج إلى أيدي تمسكني بحب.!
إلهي.. رضيت.. رضيت رضيت..
أشهدك أني رضيت..