و بعد الغياب الطويل..
أعود.. و لكن بجناح مقصوص..
و بنصف قلب.!
/
\
في الحقيقة لقد رحلت أمي
أمام عيني..
نعم ماتت و ما عادت تأكل معي و لا تضحك معي
و لم أعد أعطيها الدواء
و لا أمشط شعرها ولا أدلك يديها.. و لا حين أرجع من
الجامعة أبحث عنها في زوايا البيت فقط لأطمئن لوجودها..
لم تعد تؤنس وحدتي ولم أعد أوونس وحدتها.. نعم أريد أن
أكرر على نفسي كثيراً هذه الحقيقة لأستوعبها دون شك..
دون خيال.. دون أن أظن أني في حلم و أتمنى الاستيقاظ منه.!
أمي وارت الثرى في ليلة الأحد..
صبيحة الإثنين في 30 من ديسمبر
لعام 2013.! في مشهد ستظل
تفاصيله حيةً في ذاكرتي إلى
أن ألحقها..
/
\
حقاً لا أعرف ماذا أقول.!!!
لا أعرف..
/
\
كل ما أشعره الآن و لا يدركه أحد..
آني عدت طفلة أتعثر في المسير..
أخطوا خطوة و أسقط أربع.!
اتعثر كما كنت طفلة.. لكن الفرق..
أني في طفولتي كنت كلما سقطت..
ضحكت..و رفعتني أمي.!
و كلما كنت على وشك السقوط
تلقفتني أيدي أمي و سندتني..
/
\
إلهي أشكوا إليك بثي و حزني و انكساري..
أشكوا إليك فراقاً لا يعلم بوجعه سواك..
أشكوا إليك أناساً يستعجلونني النهوض..
يودون مني أن أقوم بسرعة و أقف و أنسى
و أجري في خضم الحياة و كأن شيئاً لم يكن.!
أشكوا إليك يا ربي شفقة أناسٍ تحرجني و تحرجني..
أشكوا إليك وحدةً قدرتها علي..
أشكوا إليك صراعاً و احتياجاً لم ينتهي..
إلهي.. أخبرك أني اليوم بحاجة إلى الحب و الحنان
و الإحتواء أكثر من ذي قبل.!
ما زلتُ يا رب صغيرة أحتاج إلى أيدي تمسكني بحب.!
إلهي.. رضيت.. رضيت رضيت..
أشهدك أني رضيت..