بالأمس زرت قبر أمي..
في الحقيقة وقعت في شعورٍ مهيب جداً..
فلم يسبق لي أن دخلت مقبرة من قبل.!
و بالأمس دخلتها لأزور قطعة من روحي ترقد هناك.!
أقسم أني لم أعرف كيف أتصرف.!! هل ألمس تراب القبر؟! هل أنكب عليه و أحتضنه و أبكي حتى لا يبقى في قلبي شيء من البكاء.!!
كنت خائفة.. خائفة جداً.. أو بالأصح كنت تائهة.. أحقاً أمي ترقد هنا؟!
حبيبتي أمي..
كل ما فعلته هو أني طلبت من عمي الذي أوصلني ألا ينزل معي.. رغبت أن أنفرد بها وحدي..
جلست على صخرة أمام القبر.. و ضاعت مني الكلمات..
كان بودي أن أزيح ثِقلاً عظيما من صدري و أنفجر باكية.! لكن خشيت أن يظن ربي أني جازعة.. أردت أن أُري ربي من الصبر.. و خشيت أن تسمع أمي صوت نشيجي فتحزن.!
احترمت سكون المقبرة.. و هدؤ الأموات.. و صمت الأرواح الراقدة هناك.!
جلست مقابلة للقبر.. سلمت عليها.. أحسست أنها شعرت بوجودي.. لابد أن ربي أخبرها.. لأني تذكرت فرحتها حين عودتي من أي مكان و دخولي عليها.. كيف كانت تتهلل و تتنشط.! و لا أكذب أني بكيت.. بكيت بغصاتٍ..
لكني لم أرفع صوتي.. كتمت على فمي.!
أخبرت أمي بكل ما أنا فيه من بعدها.! أوصيتُ ربي عليها..
أخبرتها بأني فهمت معنى الإشتياق الأبدي.. و معنى اليتم.! و أخبرتها أني
بخير.. فالله دبر أمر حياتي منذ أن خرجت من رحمها.. و لن
يغفل عن تدبير ما بقي من حياتي و ها قد فارقتني.. هو أرحم بي من كل أحد.!
كنت أحاول أن أفرحها بالدعوات.. أعلم أن البكاء لي.. و لها الدعاء.! لن ينفعها بكائي.. لكني أبكي فقدها.. أبكي حياة لم تكتمل بدونها.! أبكي حبها.. أبكي ضحكتها و نصحها و جديتها و حديثها و صمتها.!
في الحقيقة أردت أن أُطيل المكوث و أطيل.. لكن عمي قرر أن نرجع..
قمت من مكاني و أنا أشعر بارتياح و سكون نزل علي فجأة..
استودعتها ربي.. و مضيت بجسدي.. تاركة روحي معلقة هناك.!
لم يعد لها من مؤنس سواك يا رب ..
فآنس وحشتها و ارحم غربتها.!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق