الأربعاء، 14 مايو 2014

فشلت الطبخة.!

حسناً أمي..
هذه الرسائل التي لا تصلك..
هي لك..
أكتبها من زاوية الحزن الغائص
في أعماقي.!
أكتبها من اثر فاجعة رحيلك التي
أيقظتني على حياة ما هيأت لها نفسي.!
/
أكتبها لك لأنك الحب الأصدق في حياتي..
كلهم يظهرون الحب.. إلا انتي.. يُظهرك 
الحب و يحيكِ.!
/
أكتبها لك ليقرأها من يملك أُماً صالحة..
طيبة.. مخلصةً.. و لا يعرف كيف هو ملمس
كفيها.. و لا جرب سعادة طبع قُبلة على خديها.!
و ليعلمَ أنه سـ/ يندم حينما لا ينفع الندم.!
/
أكتبها يا أمي.. لأني لا أصطنع الحزن..
و لا أمثل الدمع.. و لا أتلبس ثوب السلبية..
أنا حقاً يا أمي.. أفقد طعم الأشياء الجميلة من بعدك..
حتى نكهة الطعام.!
هل أخبرك يا أمي أن نظام أكلي أصبح سخيفاً..
لا آكل إلا إن جعت.. و إني أكلت فـ سألجئ لطعام
بلا قيمة.! هو يزيد وزني و لا ينفع صحتي.!
على سفرة العشاء و الفطور اجتمع مع أبي..
ما زلنا يا أمي ناكل في طاولة الخارج.. مقعدك الفارغ
يسد شهيتي..! 
و أتظاهر بأني جيدة و ابتسم..و أخلق موضوعاً للحديث
منذ الصباح.. فقط كي لا يشعر والدي بالضجر.!
نجلس على سفرة العشاء.. أنتظر عودة والدي كما
كنت تقعلين دائماً.. 
أنتظره و أنا متعبة من دوام الجامعة المطول..
لكن قلبي لا يطاوعني على النوم قبله و قبل أن
يتناول عشاءه.. كما كنت تفعلين يا أمي.!
هل أنا وفية يا أمي.!؟
/
أبكاني اليوم العشاء يا أمي.. 
صنعت طعاماً كنت تصنعينه بمهارة..
و لكني لم أتعلم منك طريقته.!
قررت أن أغامر.. لكن الطبخة فشلت..
فانتقدها أبي.. " الله يرحمها المرحومة كانت
تضبطها ".!
حسناً أمي.. لقد ترحمت عليك.. و قلت..
" صحيح.. عسى المره القادمة أضبطها ".!
لم يعلم والدي أني كنت أدافع غصاتي..!
 انهينا.. و رفعت السفرة.. 
و بكيت بعدها حتى انتفخت عيناي..
هو لم يقصد تأنيبي..
لكني تحسست.!
/
هل أخبرك يا أمي.. أني لا أود أن أتخرج..
حسناً أود أن تمر فوضى فرحة التخرج..
و حفلته و تجهيززاته دون أن أشعر بها.!
لا أود أن يسيح كحل عيني تلك الليلة بدونك..
/
أمي..
ابكي رحيلك برضاء..
بثقة بحكمة الله.!
أبكيك لأني أحتاج كلمة
تدفعني..
كنت تدفعينني دائماً دون أن
أطلب منك..
و اليوم أحتاج لطاقة لا أعلم
كيف أصل إليها..!
و لن أنزل إلى حاجة الناس
و رب الناس عليمٌ بذات الصدور.!
/
أمي اذكرني بدعوة إن كان الله
يسمح للأموات بذلك..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق