حسناً أمي..
هذه الرسائل التي لا تصلك..
هي لك..
أكتبها من زاوية الحزن الغائص
في أعماقي.!
أكتبها من اثر فاجعة رحيلك التي
أيقظتني على حياة ما هيأت لها نفسي.!
/
أكتبها لك لأنك الحب الأصدق في حياتي..
كلهم يظهرون الحب.. إلا انتي.. يُظهرك
الحب و يحيكِ.!
/
أكتبها لك ليقرأها من يملك أُماً صالحة..
طيبة.. مخلصةً.. و لا يعرف كيف هو ملمس
كفيها.. و لا جرب سعادة طبع قُبلة على خديها.!
و ليعلمَ أنه سـ/ يندم حينما لا ينفع الندم.!
/
أكتبها يا أمي.. لأني لا أصطنع الحزن..
و لا أمثل الدمع.. و لا أتلبس ثوب السلبية..
أنا حقاً يا أمي.. أفقد طعم الأشياء الجميلة من بعدك..
حتى نكهة الطعام.!
هل أخبرك يا أمي أن نظام أكلي أصبح سخيفاً..
لا آكل إلا إن جعت.. و إني أكلت فـ سألجئ لطعام
بلا قيمة.! هو يزيد وزني و لا ينفع صحتي.!
على سفرة العشاء و الفطور اجتمع مع أبي..
ما زلنا يا أمي ناكل في طاولة الخارج.. مقعدك الفارغ
يسد شهيتي..!
و أتظاهر بأني جيدة و ابتسم..و أخلق موضوعاً للحديث
منذ الصباح.. فقط كي لا يشعر والدي بالضجر.!
نجلس على سفرة العشاء.. أنتظر عودة والدي كما
كنت تقعلين دائماً..
أنتظره و أنا متعبة من دوام الجامعة المطول..
لكن قلبي لا يطاوعني على النوم قبله و قبل أن
يتناول عشاءه.. كما كنت تفعلين يا أمي.!
هل أنا وفية يا أمي.!؟
/
أبكاني اليوم العشاء يا أمي..
صنعت طعاماً كنت تصنعينه بمهارة..
و لكني لم أتعلم منك طريقته.!
قررت أن أغامر.. لكن الطبخة فشلت..
فانتقدها أبي.. " الله يرحمها المرحومة كانت
تضبطها ".!
حسناً أمي.. لقد ترحمت عليك.. و قلت..
" صحيح.. عسى المره القادمة أضبطها ".!
لم يعلم والدي أني كنت أدافع غصاتي..!
انهينا.. و رفعت السفرة..
و بكيت بعدها حتى انتفخت عيناي..
هو لم يقصد تأنيبي..
لكني تحسست.!
/
هل أخبرك يا أمي.. أني لا أود أن أتخرج..
حسناً أود أن تمر فوضى فرحة التخرج..
و حفلته و تجهيززاته دون أن أشعر بها.!
لا أود أن يسيح كحل عيني تلك الليلة بدونك..
/
أمي..
ابكي رحيلك برضاء..
بثقة بحكمة الله.!
أبكيك لأني أحتاج كلمة
تدفعني..
كنت تدفعينني دائماً دون أن
أطلب منك..
و اليوم أحتاج لطاقة لا أعلم
كيف أصل إليها..!
و لن أنزل إلى حاجة الناس
و رب الناس عليمٌ بذات الصدور.!
/
أمي اذكرني بدعوة إن كان الله
يسمح للأموات بذلك..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق