أنا أعلم أن الحياة لا تتوقف على فراق أحد.!
و أفهم معنى أنه يجب أن نستمر في حِراكنا حتى
لو كنا مثقلين.. كي لا نتأخر عن الركب.!
أعرف الصواب و التصرف المنطقي.. لكني في أحيان
كثيرة لا أستطيع تطبيقه.!
أجاهد نفسي بقوة..
:
اليوم مثلاً ذهبت إلى محل لبيع الأواني..
أمي كانت تحب أن تشتري منه دائماً خاصة
الأواني ذات الطراز القديم..
كنت أود أن أشتري سخانة " دلة شاي"..
وصلت.. وجدت العم أحمد يجلس على درج المحل
يُصلِح بعض الأواني.. فهو مشهورٌ بخبرته في هذا
المجال.! و الناس تثق به..
ترددت طويلاً قبل الذهاب.. كيف أدخل بدون أمي..
أستحي.! اممممم هل أختار وحدي.!
كنت في العادة دائماً خلف أمي.. هي تختار و أحياناً أنا..
نتشاور.. و كثيراً ما كنت أعلق على حبها لشراء الأواني ذات الطراز القديم..
و أن المحل غير مرتب و أشياء كثيرة يكسوها الغبار.. لكنه كان ممتعاً
برفقة أمي.. فهو محلٌ مخضرم في هذه الصنعة.!
اليوم أنا وحدي..
حسناً سلمتُ على العم أحمد.. أخبرته أني أريد سخانة شاي..
عرض علي كل الأصناف الموجودة.. و أسعارها و أيها تقليدي و أيها الأصلي.!
و أنا استمع .. ماذا أختار؟! أمي لو كنت هنا ماذا كنت ستختارين؟!
كنت أتشاور و نفسي.. هذا موقف بسيط.. يجب أن أتعلم الاختيار بدون
مشاورة أحد.. فليس دائماً هناك من نشاوره.!
هو موقف بسيط لكنه أوجعني أنا..
حسناً عم أعطني تلك البيضاء، ذات الصناعة الألمانية بـ لتر واحد و نصف.!
أنزلها لي و أنا مازلت مترددة.. هل هذه مناسبة؟ هل أخذها..
حسناً أخذتها.. و دفعت سعرها و خرجت..
ركبت السيارة.! و أخرجتها من الكيس.. هل اخترت السخانه الجيدة..
لا، سأرجع و أخذ تلك التي بالغطاء البنفسجي.. أو لا لا.. لا بأس بهذه..
حسناً لو كانت على الأقل معي أختي الكبرى لأشارت علي برأي.!
لا بأس مروج.. خذيها، هي تجربة.. و المحل لن يطير.. سنأخذ غيرها
إن لم تكن جيده..
/
هل أخبركم أنه في مواقف كثيرة
لن تمتلك أحداً ليقول لك افعل أو لا تفعل.!
أو أحد يمسك على يديك ليعينك على النهوض..
حاول أن تستشير عقلك.. أشرك قلبك قليلاً..
و توكل على الله.!
هذه المواقف التي تجتازها وحيداً.. تبني لديك
مناعة.. و تكسبك حكمة.!
:
كونوا بخير."
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق